هل كانت العزيزة سوازانا كلاك تُدرك أنها ذات يوم ستثير انبهار الكاتب الإنجليزي العظيم” نيل جايمان” بجلالة قدره، ثم من بعده عشرات الآلاف من القراء بروايتها الأولى؟
أغلب الظن: لا.
لكن لماذا نتعجل الحكى؟
فلنبدأ من البداية، بدلا من القفز للأمام هكذا بشكل مزعج.
كيف امتلأتْ البئر بالماء؟

سوزانا كلارك
نعرف أن كل كاتب قبل أن يصير كذلك، عليه أن يملأ بئر عقله وقلبه بالماء، وهذا يحدث من خلال القراءات الكثيرة، ومن الاحتكاك بالبشر من حوله، ومن حدوث خبرات معينة تضع بصمتها القوية عليه. اللهم إلا من قلة لا ينطبق عليهم هذا القول، والذين يتمتعون بخيال قوي جبّار فحسب، وسنتكلم عن أحدهم بالفعل هنا فيما بعد، وسنطلق عليه لقب السيد اكس، حتى نعود للحديث عنه مجددًا، ونكشف عن اسمه.
لكن دعنا نتفق: بأن الكاتب- غالبا كما أعتقد- قبل أن يصير كاتبًا: هو يقرأ ويستمتع فحسب، وليس فى باله أنه سيكون كاتبًا. في رأيي أن البئر حين تفيض بالماء بشكل واضح، يشعر الشخص وقتها بأنه لا بد أن يكتب. إنها عملية حتمية، عليه أن يفعلها، لو كان يملك المقومات اللازمة لذلك.
إقرأ المزيد ←